المفاهيمية Conceptual

الفن المفاهيمي هو حالة تحويل فكرة ما وجعلها ملموسة. ظهر هذا الأسلوب الفني المفاهيمي في أمريكا وأوروبا في نهاية الخمسينات وبعدها انتشر في العديد من عواصم العالم.
عام 1969 أعلن جوزف كوزوث "جميع الأعمال الفنية بعد مارسيل ديوشان هي أعمال مفاهيمية بطبيعتها لأن الفن خلق مفاهيمية".

عام 1979 أعلن جوزيف كوزوث عملأ بعنوان "غرفة المعلومات" وهو عبارة عن عدد اثنين من الطاولات الكبيرة، موضوع عليها مجموعة كبيرة من الكتب، أغلبها بحوث في العلم واللغة والفلسفة ومن بينها بحوث ودراسات نقدية وفلسفية لجوزف كوزوث نفسه، وهناك عدد من الكراسي تدعو المشاهد للجلوس والقراءة.

العمل الفني هنا غير موجود في طريقة وضع أو ترتيب الكتب والطاولات والكراسي، أي خارجة عن التناسق المورفولوجي أو الشكلي سواء الارتجالي أو المنظم للأشياء... ولكن العمل الفني موجود في فكرة العمل والتي هي "القراءة" ووضع هذه الفكرة، أي عملية القراءة في سياق الفن البصري، أي تحويل الفن البصري إلى فن ثقافي فلسفي وجودي علمي، وهذه الطبيعة.. أي الطبيعة المفاهيمية لهذا النوع من الفن أكثر إنسانية ولها وظيفة اجتماعية وتعليمية، لأنها تعطي المشاهد المعلومات، وتختلف عن طبيعة الفن البصري المورفولوجي الذي يقدم شيئا جميلأ أو قبيحا بصريا. الفن كما يقول جوزيف كوزوث" غير موجود في الأشياء، الأشياء ثانوية، أما الفن فهو موجود في مفهوم الفنان عن العمل الفني.

أي يجب طرح القضية الفنية التشكيلية مثلما تطرح قضايا فكرية، اجتماعية، علمية أو أية قضايا إبداعية أخرى.
هناك فنان أخر وهو"برنار ونت " يؤكد أيضا أن العمل الفني هو تقديم معلومات، ويقدم من خلال معارضه الفنية كتبآ وبحوثأ علمية وفلسفية، إضافة إلى هذا يدعو علماء الفيزياء وعلماء اللغة والرياضيات وغيرهم لتقديم ندوات ومحاضرات عن آخر ما وصلوا إليه في تجاربهم العلمية، وهذه الندوات تقدم كعمل فني مفاهيمي
لـ "برنار ونت" في معارضه الشخصية أو الجماعية. أما المعلومات فيقدمها العالم برسمه في مجال تخصصه.
إعطاء الندوات والمحاضرات وقراءة الكتب والنصوص ومشاهدة فيلم سينمائي أو، مشاهدة مسرح، قراءة نصوص شعرية أو أدبية جعلت العمل الفني يتحول إلى المفاهيمية.